جديد انفو - تنغير / متابعة

قالت جمعيات ممثلة للجالية  النغربية المنحدرة من إقليم تنغير، إن القائمين على الشأن العام اقليميا، جهويا ولا الشأن الجماعي محليا لم يتفاعلوا معها لمعرفة مآل عدد من المبادرات ومناقشة إمكانية مواصلتها وطرق تطويرها، مؤكدة أن “تقدير ذلك وتثمينه فلا تنتظره من أي كان، لكونها تعمل لخدمة مناطقها المنسية دون أن تنتظر جزاء ولاشكورا من أحد”.

جاء ذلك في بلاغ صحفي صادر عنها  عبرت من خلاله، عن استيائها الكبير، وهي في زيارة لأرض الوطن حاليا، بعد سنوات الجائحة وإغلاق الحدود والانقطاع اللاإرادي عن زيارة المنطقة وما تم تسجيله من مجهود تضامني كبير، بذلته تلك الفعاليات ومعها عموم الجالية في مجابهة اكراهات تلك الفترة الصعبة، وبعد انجاح العديد من المبادرات التي مكنت من دعم قطاعات مختلفة بالتجهيزات واللوجستيك.

وأوضحت الهيئات ذاتها، أنها لم تتوصل بأية دعوة رسمية من السلطات الإقليمية أوالمحلية أوالمجالس المنتخبة لحضور اليوم الوطني للمهاجر، الذي عرف تسجيل ضعف كبير في الحضور، حيث حضره بضعة أفراد والحضور الرسمي أكبر بأضعاف من حضور الجالية، ولم يعرف أي تفاعل حقيقي، ولم ينبثق عنه شيء فعلي مع الأسف، على حد قولها.

وأبرزت التنظيمات ذاتها، أن الخطاب السامي الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب، جاء بدلالات عميقة ودروس بليغة وتوجيهات سامية لإشراك كل أفراد شعبه الوفي خصوصا منهم أفراد الجالية وفعالياتها، والاستفادة من نجاحاتهم ودعم مشاريعهم وأفكارهم، وهو الأمر الذي سيكون له وقع إيجابي على مسار المغرب التنموي النموذجي حاليا ومستقبلا.
وخصص الملك محمد السادس حيزا كبيرا من خطابه بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب، للحديث عن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مشيرا إلى أن مجموعة منهم يواجهون العديد من العراقيل والصعوبات لقضاء أغراضهم الإدارية وإطلاق مشاريعهم، داعيا إلى معالجة هذا الأمر.
وقال الملك: “صحيح أن الدولة تقوم بمجهودات كبيرة، لضمان حسن استقبال مغاربة العالم. ولكن ذلك لا يكفي. لأن العديد منهم، مع الأسف، ما زالوا يواجهون العديد من العراقيل والصعوبات، لقضاء أغراضهم الإدارية، أو إطلاق مشاريعهم. وهو ما يتعين معالجته”.
واعتبر أن حجر الزاوية في الدفاع عن مغربية الصحراء، يبقى هو وحدة الجبهة الداخلية والتعبئة الشاملة لكل المغاربة، أينما كانوا، للتصدي لمناورات الأعداء، مشيدا بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج “الذين يبذلون كل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية، من مختلف المنابر والمواقع التي يتواجدون بها”.

وأشار إلى أن المغرب يملك جالية تقدر بحوالي خمسة ملايين، إضافة إلى مئات الآلاف من اليهود المغاربة بالخارج، في كل أنحاء العالم، معتبرا أن مغاربة العالم يشلكون حالة خاصة في هذا المجال، نظرا لارتباطهم القوي بالوطن، وتعلقهم بمقدساته، وحرصهم على خدمة مصالحه العليا، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجههم.
وشدد عاهل البلاد على أن قوة الروابط الانسانية، والاعتزاز بالانتماء للمغرب، لايقتصر فقط على الجيل الأول من المهاجرين، وإنما يتوارثه جيل عن جيل، ليصل إلى الجيلين الثالث والرابع.
وأضاف: “لكن في المقابل، لابد أن نتساءل باستمرار: ماذا وفرنا لهم لتوطيد هذا الارتباط بالوطن؟ وهل الإطار التشريعي، والسياسات العمومية، تأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم ؟ وهل المساطر الإدارية تتناسب مع ظروفهم؟ وهل وفرنا لهم التأطير الديني والتربوي اللازم؟ وهل خصصنا لهم المواكبة اللازمة، والظروف المناسبة، لنجاح مشاريعهم الاستثمارية؟”.

وبخصوص إشراك الجالية في مسار التنمية، قال الملك إن ذلك “يحظى بكامل اهتمامنا”، مشيرا إلى أن المغرب يحتاج اليوم، لكل أبنائه، ولكل الكفاءات والخبرات المقيمة بالخارج، سواء بالعمل والاستقرار بالمغرب، أو عبر مختلف أنواع الشراكة، والمساهمة انطلاقا من بلدان الإقامة.
وأضاف بأن الجالية المغربية بالخارج، معروفة بتوفرها على كفاءات عالمية، في مختلف المجالات، العلمية والاقتصادية والسياسية، والثقافية والرياضية وغيرها. وهذا مبعث فخر للمغرب والمغاربة جميعا، وفق تعبيره.

وتابع قوله: “حان الوقت لتمكينها، من المواكبة الضرورية، والظروف والإمكانات، لتعطي أفضل ما لديها، لصالح البلاد وتنميتها. لذا، نشدد على ضرورة إقامة علاقة هيكلية دائمة، مع الكفاءات المغربية بالخارج، بما في ذلك المغاربة اليهود”.

وفي هذا الصدد، دعا الملك إلى إحداث آلية خاصة، مهمتها مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، ودعم مبادراتها ومشاريعها، معتبرا أن ذلك سيمكن من التعرف عليها، والتواصل معها باستمرار، وتعريفها بمؤهلات وطنها، بما في ذلك دينامية التنمية والاستثمار.

المصدر: العمق