زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو
بقصور تافيلالت دون استثناء التشارك في العيش ييسر امر الساكنة التي كانت كاليد الواحدة تتعاون في الافراح والاتراح بالصدق في الجوار والنيات الصافية في التعامل ،والتربية مشتركة بين الجميع وكل له مكانته في الهرم الاجتماعي الاب القوي بصوته يخرس الجميع وضحكته عيد بالبيت، وصوت خطواته توقظك و 'حنحنته ' تجعلك مستقيما في الجلوس، باب القصر يربي والدرب الطويل المظلم يربي ،والمعلم والمسطرة الخشبية تربي فتخرج جيل كبير بقيم فيلالية اصيلة وانتشر على المستوى الوطني وزاد المنطقة علوا باخلاقها وشيمها..
في القصور الفيلالية حين يحل الضيف بغتة فليس من العيب ان تدق احدى الجارات الباب بأدب وتنادي الأم او احدى ساكنة البيت ولا تنادي الرجال طبعا فتطلب ' قنين ' ( ارنب ) بالقول 'أحَامَا واش عندكم شي قْنِين الله ارحم نانا " او تطلب خبزا او وركية او طماطما او بيضا او قطعة من السكر او الحار او النعناع او الخبز ..وطلب الحاجة تتبعه الرحمة على الوالدين ولا تسمع تعليقا لاحد الابناء لان الحاجة تتكرر عند الساكنة لأنها بعيدة عن السوق والطرق غير معبدة والمنازل كانت دون ماء ولا كهرباء وكان الضيق في كل شيء لكن القلوب كانت كبيرة تسع كل شيء.
العلاقات بالقصور تغيرت بعض الشيء لكن القيم مازالت مغروسة بها ومن انتقل للمدينة يتأسف كثيرا على علاقة الجار بالجار والكل خائف ومنكمش ويصعب النصح او المشورة او التربية الجماعية كل شيء تغير رغم مجهودات الجمعيات وسيزداد التعقد في العلاقات اكثر مستقبلا لتغير نمط الحياة ولرحيل شيوخ اعمدة وعباقرة التربية التقليدية الذين لم يلجوا المداس فتخرجت على اياديهم اجيال واجيال ولن يطويهم النسيان ابدا.