زايد جرو – قصر السوق / جديد انفو

قصر السوق  من المدن المغربية  التاريخية الاصيلة و العتيقة التي احتضرت بها قاعة العروض السينمائية ،ولا يمكن  لجيل الستينيات أوالسبعينيات ان يجحد فضل هذه القاعة أو ينكر فضل المشرفين عليها حيث كانت معلمة تجمع  الفكر والثقافة والمذاهب المختلفة ولم تقتصر  وظائفها على العروض فحسب بل كانت منتدى لنادي النخيل الذي كان يعرض افلاما سينمائية تهم فكر المرحلة وتتم مناقشتها بشكل  عنيف بين المثقفين الذين كان اغلبهم من رجال التعليم الأشاوس ولا يمكن نسيان الاسبوعين السينمائييين: المغربي الفلسطيني اللذين تمت مناقشتهما بشكل عال وموسع بفضائها.

العروض السينمائية كانت تشمل افلام " الويسترن " و افلاما عربية وفرنسية وروسية وصينية وبولونية  ...بعرضين في اليوم والثمن لا يتعدى درهمين ونصف وفترة الاستراحة  فالثمن لا يتعدى نصف درهم لتقضي ساعتين  في ظلام دامس  بين نكهة الفرجة وصمت مخيف  مدهش لا تكسر سواده غير قهقهات البعض و"صفيرهم " حين يصاب البطل بأذى وهم على مقاعد  خشبية مملوءة عن آخرها والتي تتعدى حوالي 500   كرسي  موزعة على طابقين .

الكل يتذكر  السي دحان و السي لمحابرة وبنعيسى  وغيرهم ممن كونوا جيلا من الزمن الجميل ولا يمكن ان ينسى  احد متعة الافلام التي كانت تعرض بعد انتقائها بعناية ساهمت جميعها  في اقلاع  سينمائي تنموي ثقافي بعرض تجارب سينمائية  متنوعة مميزة وقوية

سينما الواحة " المير " بالرشيدية حاليا اصبحت اثرا بعد عين ولا وجود لها الا في الذاكرة الجماعية لأهل قصر السوق اغلقت ابوابها وانتقلت لمالك اخر ولا يمكن تحويلها لأي مشروع تنموي بديل  الا بموافقة المركز السينمائي المغربي شأنها شأن  حال باقي قاعات العروض  السينمائية بمدن مغربية مختلفة.

لقد تم اختتام المهرجان السينمائي  بالرشيدية  نهاية الأسبوع المنصرم في نسخته العاشرة ولم يخطر على بال  المنظمين ولا المساهمين ولا المشاركين تنظيم زيارة خفيفة او خاطفة للمكان إحياء للذاكرة الجماعية بقصر السوق، فقد تنوعت  عروض الافلام بالمهرجان وتميزت  بالمركب الثقافي والاجتماعي باولاد الحاج لكن نكهة سينما الواحة لا يطفئ لهبها الا العودة للزمن الجميل او ايادي غيورة وعزائم قوية من  المسؤولين على الثقافة  بالمدينة لإعادة الحياة لذاكرة قصر السوق ولسينما الواحة التي عادت من ذاك الزمن الهارب الجميل الموشوم  في مخيال  اجيال عديدة مرت من هنا ورحلت  لهناك.

واليكم ربورطاجا سبق لجديد انفو ان انجزته  عن ذاكرة سينما الواحة - المير - سنة 2014