أكدت دراسة لمعهد "فييسب" البرازيلي، المختص بالدراسات الاجتماعية والزواجية والعلاقات الإنسانية، أن السفر يعدّ مدرسة بحد ذاتها نتعلم منها الكثير حول العلاقات الإنسانية وتنوع الثقافات والحضارات. وقالت الدراسة إن ما نتعلمه نظرياً في المدارس العادية حول الثقافات والحضارات الأخرى الموجودة في هذا العالم الواسع لا يمكن مقارنته بما نتعلمه من خلال سفرنا إلى دول أخرى؛ للاطلاع عن قرب على تلك الثقافات والحضارات العالمية التي ربما تعلمناها بشكل سطحي في المدرسة.

أما إذا تعلق الأمر بسفر الزوجين، فإن الفائدة تكون أكبر وأعمق. ففي استطلاع للرأي، أجراه المعهد البرازيلي بين صفوف نحو ألفي زوج وزوجة في عموم البرازيل، تبين أن نسبة 63% منهم أكدوا أن سفر الزوجين معاً بشكل دائم ينعكس إيجابياً على العلاقة الزوجية، كما أنهم أضافوا أن السفر يقوي العلاقة بين الزوجين ويطيل من عمر الزواج.

فوائد السفر على العلاقة الزوجية
أولاً: وضع أهداف وغايات مشتركة في العلاقة الزوجية
يستطيع الزوجان من خلال السفر معاً إلى أنحاء عديدة من العالم بقصد السياحة، الحديث بشكل أكثر حرية عن الأهداف التي يريدان تحقيقها في الحياة، وهما برؤيتهما لأماكن لم يكونا يعرفانها من قبل، يكونان في بيئة مختلفة تزيد من تلاحمهما روحياً وجسدياً؛ من أجل وضع أهداف جيدة للعلاقة الزوجية.

ثانياً: سفر الزوجين معاً يوجد تفاهماً مشتركاً حول كيفية التلاؤم والتكيف مع الظروف الجديدة
سفر الزوجين معاً يمكن أن يكشف عن أمور كثيرة لم يتم التطرق إليها خلال روتين الحياة الزوجية في المنزل. فهما لا يتعرفان فقط على مناطق جديدة من العالم، بل إنهما يكتسبان الخبرة حول كيفية التلاؤم مع أية ظروف جديدة قد تبرز خلال حياتهما، وبذلك فهما يكتشفان أيضاً نقاط القوة والضعف والعمل على إكمال بعضهما البعض.

ثالثاً: سفر الزوجين معاً يحسّن من لغة التواصل بينهما
الكثير من الآراء التي أدلى بها المشاركون في استطلاع الرأي، أكدت أن الأزواج الذين يسافرون معاً يكتسبون أهمية الاتفاق على الرأي الآخر بشكل سريع لتفادي المشاكل الزوجية المستقبلية؛ ذلك لأن السفر يعلمهما أهمية الاتفاق الثنائي من أجل أن تجري الحياة بشكل سلس.

رابعاً: اكتساب خبرات جديدة معاً
سفر الزوجين معاً يجعلهما يكتسبان خبرات جديدة، وبذلك تنشأ علاقة ود على أساس من المساواة بينهما. فلا الزوج ولا الزوجة يستطيعان التباهي بمعرفتهما بأمور لا يعرفها الآخر.

خامساً: سفر الزوجين معاً يكشف مدى أهمية أحدهما بالنسبة للآخر
من خلال السفر يمكن أن يكتشف الزوجان أهمية أحدهما بالنسبة للآخر، من حيث الاهتمام، وعدم وجود مساحة لإخفاء الأسرار، كما أن ذلك من شأنه أن يعزز مكانة كل منهما عند الآخر.

سادساً: سفر الزوجين معاً يجعلهما ينشئان حساً من الفكاهة
سفر الزوجين معاً يجعلهما يقتربان من بعضهما أكثر؛ من حيث كسر طوق الجدية المفرطة التي ربما تميز علاقتهما ببعضهما في المنزل، فالسفر يعتبر مناسبة للمزاح والفكاهة واللهو المشترك بينهما.

سابعاً: بناء رومانسية أقوى
سفر الزوجين معاً يكون أيضاً فرصة لتعزيز الرومانسية في العلاقة الزوجية. فهما يتجولان معاً ويحضران المناسبات في البلد الذي يسافران إليه، ويلجآن إلى قراءة الكتب معاً في الليل.

ثامناً: سفر الزوجين معاً يجعلهما يعيشان اللحظة
سفر الزوجين معاً يجعلهما ينسيان الكثير من الأمور السلبية ويضعان المشاكل جانباً؛ ليعيشا لحظة الحاضر بشكل قوي. وهذا يساعد على نسيان لحظات الماضي، التي ربما كانت من مصادر التوتر في العلاقة الزوجية.

تاسعاً: يصبحان صديقين مقربين
أكدت الدراسة أيضاً أن سفر الزوجين معاً يقربهما من بعض إلى درجة كبيرة، وهو ما يؤدي إلى تحولهما إلى صديقين مقربين أيضاً إضافة إلى كونهما زوجين.

عاشراً: سفر الزوجين معاً يجعلهما أكثر استعداداً للمسامحة
وتابعت الدراسة لتقول إنه مما لاشك فيه أن سفر الزوجين معاً يساعد على زيادة حس المسامحة بينهما؛ ليبدآ مرحلة جديدة من العلاقة الزوجية من دون حمل الأحقاد.